كان الدافع الأساسي لإنشاء مركز لعلاج الأطفال الذين يعانون من صعوبات في النطق والتعلم هو نقص الخدمات المتخصصة لمعالجتهم في مدينة جنين في فلسطين.
يتعرض الأطفال الذين يعانون من صعوبات في النطق والتكلم في العادة إلى الإهمال من قبل مجتمع المدرسة، وحيث أن استمرار هؤلاء الأطفال بالتعرض إلى هذه الظروف سيؤدي إلى إنعزالهم عن مجتمعهم في المستقبل.
وتحقيقاً لهذا الهدف الساميتم في عام 2009 إطلاق المشروع من خلال جمعية أبناء عرابة الخيرية، وهي منظمة غير حكومية تهدف إلى معالجة الأطفال الذين يعانون من اضطرابات في اللغة والنطق ومساعدتهم على القيام بدور فعّال في مجتمعهم. وتلقى المشروع بعدها دعماً إضافياً من مديرية التربية والتعليم في جنين، الأمر الذي مكنه من الوصول للأطفال ذو الحاجة الماسة لخدمات المركز.
ووفقاً للبيانات التي جمعت في ذلك الوقت خلال مرحلة البحث، فإن هناك أكثر من 300 طفل في مدينة جنين والمناطق الريفية المحيطة بها يعانون من اضطرابات في اللغة والنطق، والكثير من هذه الإضرابات تأتي بسبب متلازمة داون أو التوحد أو غيرها من المشاكل الخَلقية، وكنتيجة للجهود التي يقدمها المركز الآن، فإن هؤلاء الأطفال وذويهم لديهم الفرصة لتلقي الدعم والخدمات التي تلزم لمعالجتهم في منطقة جنين بدلاً من السفر إلى مناطق أخرى وتحمل أعباء مالية إضافية.
حيث كان للقائمين على المشروع طرقاً علاجية خاصة والتي تتناسب مع الأطفال والشباب ضمن الفئة العمرية 4-18 عام ، كما مع المسنين فهم يعملون على تدريب الأطفال على كافة الأمور المرتبطة بالنطق، ككيفية التنفس بالشكل الصحيح، واستخدام العديد من الأساليب الترفيهية كأدوات للتغلب على الحواجز اللغوية.
كما تعملوا أيضاً على تدريبهم حول كيفية التواصل البصري مع الآخرين وتقوية عضلات اليدين لزيادة قدرتهم على الكتابة وتجهيزهم بالمهارات الأساسية لتحقيق اندماج أفضل لهم ضمن بيئتهم المدرسية.
وحيث أن التركيز على الأطفال وحدهم لا يكفي، قام المشروع بالعمل مع الوالدين من أجل متابعة الدعم في البيت، إضافة إلى تدريب المعلمين على كيفية دعم هؤلاء الأطفال في بيئتهم المدرسية.
ويقوم العاملين على المشروع عند قيامهم بزيارة المدارس في المناطق الريفية، على توزيع نشرات لزيادة الوعي بالأطفال الذين يعانون من اضطرابات النطق والتعلّم.
ويتم تمويل المشروع من خلال رسوم العضوية التي تدفعها العائلات المشاركة، كما وتحصل العائلات التي لا تتمكن من الدفع على تسهيلات خاصة حتى الآن .
استطاع المشروع الوصول إلى أكثر من 100 طفل في ذلك الوقت، ويطمح مستقبلاً إلى إنشاء مدرسة في جنين تُعنى بالأطفال الذين يعانون من صعوبات في النطق والتعلم .