تبلورت فكرة المشروع بابتكار جهاز يقوم بترجمة لغة الإشارة العربية للصم والبكم إلى أصوات، بما يمكّن ذوي الاعاقة من الصم والبكم من التواصل مع من حولهم.

وبحسب تقارير منظمة الصحة العالمية، فإن ما يعادل 5% من مجموع سكان العالم هم من ذوي الاعاقة من الصم، معظمهم من سكان المناطق الريفية التي لا تتوفر لهم كل ما يحتاجون من موارد ورعاية.

وكان الدافع وراء هذا الابتكار: " إن ذوي الاعاقة من الصم غالباً ما يشعرون بأنهم معزولون عن المجتمع من حولهم بسبب إعاقتهم التي تحول بينهم وبين التواصل مع الآخرين، ومن هنا كانت فكرة هذا الجهاز الذي يرمي إلى تجاوز الحاجز بينهم وبين مجتمعاتهم، والسعي في ذات الحين إلى الارتقاء بفرصهم في التعليم والتوظيف من خلال تيسير التواصل مع الآخرين " . وعلى الرغم من توفر أجهزة شبيهة تقوم بترجمة لغة الإشارة الإنجليزية إلى اللغة الإنجليزية المنطوقة، إلا أن السبّاق في إدخال اللغة العربية إلى هذا الابتكار المتميز ولتحقيق هذا الإنجاز، كان يجب القيام بمجموعة من الخطوات من قبل منفذي المشروع، أولها الالتحاق بدورات تعليم لغة الإشارة العربية ومن ثم دراسة استخدام المتحكمات الدقيقة، وهي أجهزة كمبيوتر صغيرة الحجم وخفيفة الوزن، التي لا تتطلب طاقة كبيرة لتشغيلها، بحيث يسهل حملها والتنقل بها.

وبعد استكمال هذه الخطوات والمتطلبات، تم تطوير واختبار الجهاز الذي أطلق عليه اسم "القفازات الناطقة".

ويتميز هذا القفاز عند ارتدائه بما يحتويه من مجسّات حساسة تقوم بنقل المعلومة عبر حركة اليد، بحيث تنتقل المعلومة إلى المتحكّم، الذي بدوره يتصل بسماعة صغيرة يصدر منها ترجمة صوتية للكلمات، لتتحول الإشارات بذلك إلى أصوات وجُمل مسموعة.

ومما لا يغيب عن الذهن أن ابتكار مثل هذا الجهاز في ظروف بلاد تسودها الحرب لم يكن بالأمر السهل، فعلى سبيل المثال، تتمثل إحدى التحديات أن بعض المجسّات الحساسة المستخدمة في القفاز لا تتوفر إلا في الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت قد فرضت حظراً على تصدير أي منتجات إلى السودان في ذلك الوقت، وعلى الرغم من هذه الصعوبات إلا أنه تم مواجهة هذه العوائق بعناد وثبات، حيث أثمرت الجهود من الحصول على هذه المجسات.

يسعى المشروع إلى الحصول على دعم ورعاية مستثمرين لتمويل عملية إتمام المشروع، وإدخال التحسينات عليه وصولاً إلى إنتاجه بكميات كبيرة للأسواق لتحقيق الغرض الأساسي من مشروع "القفازات الناطقة" ووضعه في متناول أيدي محتاجيه.

ولا يتوقف المشروع عند هذا الإنجاز المتميز فحسب، بل يرنو إلى تطوير جهاز شبيه يعمل على تعليم ذوي ذوي الاعاقة من الصم لغة الإشارة العربي.

تواصل معنا


فريق العمل دائماً بخدمتكم